الأحد، 21 ديسمبر 2008

علاء ابو زيد.... القاص الثائر






علاء ابو زيد.... القاص الثائر

في


"الرجل ذو اللحية في انتظار خطابات الخالة"

وكأن شخوص قصصة استلهمت الثورة من روحة المتئدة والمفعمه بكل الوان وانواع الثورة ,حينما تقرء كل شخصية علي حدة تجد امامك نوعا غريبا لم تألفة من قبل شخصيات تبعد عن الكلاسيكية المعهودة ,التقليدية والنمطية الرتيبة التي عادة ماتصيب القارئ بالملل والضجر جراء روتينتيتها واستشراف ماستئول الية هذه الشخصية او البطل الذي يلعب دورا محوريا في القصة .
الرجل ذو اللحية هذه الشخصية التي ظاهرها التدين والإلتزام وباطنها براجماتية مقيتة لم تعجب الطفل الثائر يوما من الايام بلحيتة الكثة ولطالما حلم بأن يرزقة الله القدرة علي ان يصم اذنية عن الحديث المتكرر للرجل الملتحي عن ماضية المؤلم الملئ بالسهرات الحمراء والصفراء والبلطجة والتعدي علي حرمات الغير والتحرش ببنات الغير والتي كانت من بينهم الخالة ويختم هذا العويل من وجهة نظرة بحاضرة المشرف المتمثل في اللحية الكثة والالتزام الظاهري.

"الخالة" هي المحور الذي ترتكز علية القصة ويلعب الخطاب وهو رمز المراسلات بين الرجل الملتحي وبينها دورا هاما ويتمخض عنهما دور الوسيط وهي الشخصية الثائرة علي الرجل الملتحي والخالة.
نبتت بذور الثورة لدي الطفل علي كل من حولة عندما كان يسهب في سردة عن العلاقة المشبوهة من وجهة نظره بين المدرس والمدرسة داخل مدرستة أمام أصدقائة وأقرانه والتي كانت فرصة سانحة للتحدث مع صديقتة داخل الفصل بكل سذاجة وتلقائية كانت فهو مغعم بمحاولة تفسير كل مايحيط به وتؤرقة الاشياء التي تبدوا لغزا من وجهة نظرة وهو ماسيتضح بعد ذلك عن قرائته للخطابات والمراسلات بين خالته والرجل الملتحي ,هذه القصص التي تلفت انتباة خالته بشدة وتسمع له بانصات ليست هي فحسب وأنما صديقتها التي كانت دائما تثرثر معها ايضا بإنصات له متجاوزا الحقيقة احيانا حتي يضمن بقاء خالته بجوارة وهي اللحظات التي يجد فيها قمة نشوته وغايتة التي يسعي إليها متناسيا كل من حولة ربما كانت تثيرهذه القصص غرائزالخالة بشكل تلقائي اوتعتبرها نوعا من التسلية اليومية التي اعتادت عليها .
تفعل الخالة اشياء تنحت في ذاكرة الطفل ومخيلته وتنقش في قلبة وتدغدغ جوارحة التي لازالت نيئة لم تعلن عن نفسها بعد ولكنها تراودة فيستجيب لها ,تمشط شعرها تنام في وضع يروق له فيبدأ في التأمل الحذر ,يعبث في جسدها فيقوم بشد جلبابها المنحسر عن ساقيها الي اسفل ....ثم يأتي هذا الرجل الملتحي لايأبة بوجودة ولا كينونته ليجالس خالته فيلجأ الي الحيلة ليصرفه عنهما فيدس في جيبة النقود ويتركهما لحالهما ,ويستكملا حديثهما الذي يصفه بالهامس دوما حين يكون بجوارهما ولعلها كانت قصة حب بين الخالة والرجل الملتحي لم تبدها للطفل .
تمثلت ثورة هذا الطفل وهو الحكاء الذي تدور علي لسانه القصة في القاء الخطابات التي ترسلها الخالة معه لصندوق البريد منقوشة باسم الرجل الملتحي و يضيق ذرعا بقراءة اسمة في كل مرة فيلقي بها في النهر بعد قرائتها ومعرفة نداءات الخالة للرجل الملتحي...ولكنه كان يثلج صدر خالته عند اخبارها بان المهمة قد نفذت علي اكمل وجة ...وتعترك الثورة بداخلة شيئا فشيئا حينما يجلس امام المرآة يفتش عن لحية تكسو وجهه او اي علامات لذلك حتي يحل محل اعاشق "الرجل الملتحي" الا انه يصاب بخيبة الامل في نهاية الامر.
وثورة القاص ضد المألوف متمثلة في حب الولد خالته هي الحبكة التي اخرجت القصة من الروتينية المملة واعطت لها بعدا انسانيا جديدا تعكس سيكولوجية طفل قد تكون هذه النوعية بيننا ولكننا نتغافل عنها ونجعلها من التابوهات التي لايمكن تجاوزها...فنجح علاء ابو زيد وبرع في إبراز مثل هذه النوعيات البشرية التي يصفها المجتمع بالشاذة فجعل شخصية الطفل تعبر عن نفسها بالثورة علي تابوهات المجتمع من حولة.

هناك 3 تعليقات:

  1. والله بجد اسلوب اكثر من بديع ولا يسعنى ان اقول اي شئ بعد اسلوبك الادبي البحت في سرد وجة النظر واسلوب اكثر من رائع في وصفك للطفل وللعلاقه اللي نشات بين الشخصين محور الحوار .. بجد ربنا يكرمك يا درش والله انت انسان فوق العاده .. زي الجوهرة المكنونه.
    باذن الله الى الامام يا درش وربنا بجد هيوفقك بمشيئة الله.. قول اميـــــــــــن

    ردحذف
  2. شكر الله للكاتب حسن اختياره للموضوع وروعة اسلوبه الذي تناول به الموضوع، ودقته فى اختيار المعاني وجاذبية المعنى الذي دفعنى لأن أقرأ الموضوع كله بالرغم انى كثير ما اقرأ الموضوعات بعينى غير انه حقا السلوب الأدبى الرائع كان واضح في الموضوع وله على القلب سلطان

    ردحذف
  3. شكرا ياصديقي العزيز علي كلماتك الرائعه

    ردحذف